Friday, February 15, 2019

حكاية مغربية غادرت لاستعادة أحفادها من تنظيم الدولة

وترك المصور ويل كاميراته في الأدغال بكينيا على أن يعود إليها في غضون أسابيع قليلة ليرى ما التقطته من صور - لكن وقت الحصول على المزيد من الصور قد انقضى.
يقول ويل: "في هذا الوقت غالبًا ما يتعرض للطرد من منطقته على يد ذكر أضخم وأقوى ويذهب باحثا عن مكان جديد - ولذلك فنحن في سباق مع الزمن للحصول على المزيد من الصور".
كيف يولدنمر أسود؟
من السهل الاعتقاد بأن النمور السوداء هي فصيلة حيوانية قائمة بذاتها، لكنْ ليس الأمر كذلك بحسب المصور ويل.
يقول ويل: "يُطلق على المادة الوراثية التي تجعل هذه النمور سوداء، اسم 'ميلانيزم' أو اسوداد الجلد، وهي مشابهة لحالة المَهَق (ابيضاض البشرة والشعر) ولكن بشكل معكوس".
ويضيف: "النمر الأسود هو بالأساس قط كبير مسودّ الجلد. وعادة ما يُطلق على القطة البرية الكبيرة المسوّدة الجلد في أفريقيا وآسيا اسم 'نمرأسود'. وفي أمريكا الجنوبية يُطلق على الفهد الأرقط المسودّ الجلد اسم فهد أسود".
وقد التقط المصور ويل صورة فهد أرقط بعدسة كاميرته. ويمكن أن يكون هذا الفهد الأرقط والد الفهد الأسود.
ولا يحتاج الأمر لفهدين أسودين لإنتاج فهد أسود، لكن الوالدين يجب أن يحملا الصفة الوراثية المتنحّية المتسببة في اسوداد الجلد أو الميلانيزم.
يقول ويل إنه من الصعب الجزم بعدد الفهود الموجودة في شرق أفريقيا، بسبب ما تتميز به من التحفظ في الظهور "ناهيك عن فصيل نادر جدا هو الفهد الأسود. وربما لا يوجد غير حفنة من الفهود السوداء في شرق أفريقيا".
قالت شاميما بيغوم، وهي واحدة من ثلاث طالبات بريطانيات غادرن لندن عام 2015 للانضمام لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إنها تريد العودة لبريطانيا.
شاميما بيغوم من بيثنال غرين شرقي لندن غاردت بريطانيا عام 2015 في عنفوان قوة التنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وكانت شاميما واثنتان من صديقاتها وهما أميرة عباسي وخديجة سلطانة غادرن لندن من مطار غاتويك إلى تركيا بعد الكذب على أولياء أمورهن بشأن خططهن، بينما سعين للانضمام لصديقة رابعة وهي شارمينا بيغوم التي غادرت عام 2014.
وقد قام المهربون الذين يعملون لحساب التنظيم بنقلهن عبر الحدود إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم في سوريا وهناك تزوجن بالمقاتلين الأجانب الذين تدفقوا على التنظيم من كل أنحاء العالم.
كان هدف التنظيم تربية جيل جديد من الأطفال الموالين لدولة الخلافة المزعومة وإغراء الشابات كان المفتاح الرئيسي في هذه الخطة.
ومثل غيرها من الشابات البريطانيات عاشت شاميما في البداية في بيت مع أخريات حيث خضعن للمزيد من الدروس الأيديولوجية لحين العثور على العريس المناسب.
وقد قتلت خديجة سلطانة بعد ذلك بعامين في غارة جوية على الرقة، بحسب تقارير إعلامية.
كما أفادت التقارير أن زوج شاميما هو يوغو ريدجيك وهو هولندي انجليزي تحول للإسلام وكانت قد قالت في حديثها مع صحيفة التايمز إن طفليهما الأول والثاني توفيا جراء سوء التغذية وقلة الأدوية.
ومع تصاعد الغارات الجوية على الرقة وانكماش المساحة التي يسيطر عليها التنظيم هرب الزوجان إلى آخر معاقل التنظيم قبل أن تنتقل شاميما إلى مخيم للاجئين وهي حامل بطفلها الثالث.
يبدو من لهجة شاميما مع صحيفة التايمز أنها غير نادمة فعندما وصفت رؤيتها لرأس مقاتل معادي للتنظيم مقطوعة لم تبد منزعجة ووصفته بأنه "عدو الإسلام".
على المدى القصير الإجابة هي لا، إذ لا يوجد طاقم قنصلي بريطاني في سوريا للمساعدة ولن يأمر المسؤولون القوات بالمخاطرة بحياتهم لمساعدة شخص انضم لتنظيم إرهابي محظور.
ولكن على افتراض أنها خرجت من مخيم اللاجئين وعبرت الحدود لتركيا، هل يمكنها أن تستقل الطائرة لبريطانيا؟
الإجابة أيضا لا، إذ ليس بحوزتها أي مستندات سفر حيث أن المنضمين للتنظيم كانوا يجبرون على تسليم جوازات سفرهم وفي الواقع أن بعضهم أحرقها كدليل على ولائه للتنظيم.
ولدى وزارة الداخلية البريطانية سلطة إلغاء جوازات السفر للحيلولة دون تنقل الناس بحرية وهذا تكتيك معروف لمنع المقاتلين من عبور الحدود، كما أن لبريطانيا سلطة تجريد شاميما من الجنسية وهذا الأمر مستبعد لأنها ليست مقاتلة.
ولو وصلت إلى مكان آمن فإنه بوسع المسؤولين الأمنيين التحكم مؤقتا في مسألة عودتها من خلال أمر الاستبعاد المؤقت وهو إجراء قانوني استخدم 9 مرات في عام 2017.
وهذا الإجراء القانوني يمنع عودة مواطن بريطاني حتى يوافق على رضوخه للتحقيق والمراقبة وإذا تطلب الأمر الخضوع لما يلزم للتخلص من "تطرفه".
من الناحية القانونية فإن شاميما كانت طفلة عندما انضمت للتنظيم فإذا كانت دون الثامنة عشر فإن الحكومة البريطانية عليها واجب الأخذ "بمصلحتها" في الاعتبار لدى النظر في الخطوة المقبلة.
ولكنها تبدو الآن بالغة وغير نادمة وإذا كانت تريد العودة فعليها تحمل تبعات أعمالها ومواجهة محاكمة محتملة حتى لو كانت قصتها عن زواج وإساءة معاملة.
وتقول شاميما إنها في الشهر التاسع من الحمل وانها لو وضعت بسلام فإنها تريد العودة لبريطانيا وهذه قضية مختلفة قليلا وأكثر تعقيدا.
فإذا كانت شاميما مازالت بريطانية فإن طفلها سيكون كذلك وذلك سيتطلب الأخذ في الاعتبار مصلحة الطفل.
ولا يعني ذلك إرسال قوات لإخراجها من هناك، ولكن سيكون على الخدمات الاجتماعية النظر في مسألة عودة أم وطفل لو كانت لديهما القدرة على العودة.
ووفقا للإحصائيات فإنه ومنذ عام 2015 تم منع نحو 100 طفل في انجلترا وويلز من نقلهم لمناطق الصراع في سوريا والعراق، وقد تطلب ذلك إجراءات قانونية من بينها نقل رعايتهم لأسر أخرى، وقد قدمت أدلة في بعض القضايا على تعرض الأطفال لغسيل دماغ من الآباء لذلك فإن مسألة طفل شاميما معقدة.